هل فعلا راية المغرب إختراع فرنسي؟
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي تفكيكه..و الوقوف على إشكاليات عدة عبر التساؤل بهدوء.. و أول الأسئلة التي تتبادر إلى الذهن بكل بساطة : مالذي إخترعته فرنسا بعلم المغرب؟
فهل اخترعت خلفية العلم الحمراء ؟
فإذا كان المجيب سيقول لنا بأن المقيم العام ليوطي قد أتى بالخلفية الحمراء في علم المغرب...
فالتاريخ يجيبه بأن العلم كان أصلا عبارة عن راية حمراء بالكامل... و ليس بداخلها أي رمز.. وهو العلم الذي كان معتمدا من طرف السلالة العلوية منذ منتصف القرن السابع عشر و بالضبط مند سنة 1666 ميلادية...
نفس الخلفية الحمراء التي زينت الأعلام التي اعتمدتها السلالات المغربية التي سبقتها مثل السعدية و المرينية و من قبلهم جميعا السلالة الموحدية... ليصير اللون الأحمر بالضبط رمزا مميزا للمغرب على مر العصور...
العلم المغربي |
لنتسائل مرة أخرى هل اخترعت النجمة الخضراء؟
هذا السؤال تجيب عنه الأيقونة التي تعود إلى القرن 13 الميلادي و الموثقة في موسوعة the Cantigas de Santa Maria و هي القطعة رقم 181.. و المحفوظة بمتحف الأوسكوريال بمدريد اسبانيا..
كما تضع هذا الزعم في مأزق كبير....
بحيث تظهر النجمة الخماسية و باللون الأخضر بوضوح تام.. على أدرع الجنود المغاربة للسلالة الموحدية باعتبارها رمزا مقدسا مميزا للمغرب إلى جانب النجمة السداسية و الثمانية...
هل النجمة الخماسية كانت رائجة كرمز سيادي قبل فترة الحماية؟
هذا السؤال تجيب عنه بالملموس قطعة نقدية برونزية تعود إلى عام 1330 هجرية.. الموافق ل 1911 ميلادية.. و هي تحمل على أحد وجهيها رمز النجمة الخماسية ..
العملة التي قد ضُربت قبل أكثر من سنة اي قبل عام 1912 عن إعلان الحماية الفرنسية على المغرب.. و قبل أكثر من ثلاث سنوات من صدور ظهير السلطان يوسف المتعلق بالعلم الوطني في 17 نوفمبر 1915 ميلادية.. و ذلك بتخصيص الراية بنجمة خماسية خضراء لتمييزها عن غيرها من بقية الممالك و البلدان..
و هكذا نكون قد أجبنا عن هاته الأسئلة بشكل كاف.. لذلك فالقول أن العلم المغربي من وضع الجنرال ليوطي و الاستعمار الفرنسي.. هو زعم خاطىء و غير صائب.. و لا يستند إلى أية وقائع و براهين تاريخية.. و يمكن تصنيفه ضمن الخرافات و المرويات التي تناقلها الناس بشكل ببغائي من دون تمحيص.